و.م.ا/
أوضح السيد بلال ولد حمزة، الأمين الدائم لمجلس جائزة شنقيط، في خطاب بمناسبة حفل توزيع جوائز شنقيط لسنة 2022 يوم الجمعة 27 يناير 2023 بالمركز الدولي للمؤتمرات، أن حضور فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، لهذا الحفل يعتبر برهانا ساطعا على اهتمامه بما للبحث العلمي من أثر بالغ في إحداث التغيير الإيجابي، وتحقيق التحول المنشود نحو آفاق الرقي والفاعلية والسيادة والانسجام والإبداع.

كما أعرب في بداية حديثة عن بالغ التعازي والمواساة في وفاة أول رئيس للجائزة المغفور له بإذن الله تعالى الدكتور محمد المختار ولد أباه الذي وافاه الأجل المحتوم مؤخرا، مطالبا الحضور بقراءة الفاتحة ترحما عليه.

وأضاف أن التنمية البشرية تحتاج تشكيل أقطاب علمية وبناء صروح معرفية وثقافية متنوعة، لخلق بيئة علمية حاضنة، تستمد منها الأجيال عادات البحث وسمات الابتكار، مبرزا أن الانسان يعتبر صورة مصغرة لبيئته الاجتماعية والطبيعية بقيمها وخصائصها الموروثة والمكتسبة، ولذلك لا تكتمل أهليته ولا تستخرج كوامنه ومقدراته إلا عن طريق التعلم والبحث والتفكير، وهو ما يتجسد في استراتيجيات التهذيب والتعليم العالي والبحث العلمي والثقافة وتقنيات الاتصال وغيرها.

وقال إن هذه المناسبة التي تعود مجلس جائزة شنقيط على تنظيمها تكريما الفائزين كل سنة، وفتحا لأبواب المثابرة للباحثين والمتخصصين في الشأن العلمي والثقافي، تأتي اليوم بدلالات جديدة، مشيرا إلى أنه بفضل العناية الكبيرة التي يوليها رئيس الجمهورية أصبحت جائزة دولية مفتوحة أمام المواطنين والأجانب، كما أضحت شريكا فاعلا لمنتدى الجوائز العربية في الوقت الذي تتكامل فيه مع كل مكونات الحاضنة العلمية الوطنية.

وأبرز أن الهدف من هذا التكريم إضافة إلى خلق روح المنافسة الإيجابية وإطلاق مواهب المبدعين في مختلف حقول العلوم، هو توجيه الشباب إلى ما ينفعهم من علوم تساهم في توجههم نحو الفضيلة والحوار والتسامح والابتعاد عن التعصب والغلو والإرهاب .

وبدوره بين الدكتور يحظيه عبد الرحمن أحد الفائزين بجائزة شنقيط للدراسات الإسلامية أن بحثه مركب من ثنائيتين هما الاجتهاد الجماعي والفقه المقارن، مبرزا دور الاجتهاد الجماعي في التصدي للنوازل العصرية لأنه يقدم حلولا شرعية نابعة من اجتهادات المجتهدين في المجامع الفقهية والمجامع العلمية، كما تطرق لدور الفقه المقارن الذي هو عبارة عن تقرير آراء العلماء في مختلف المذاهب، مشيرا إلى ان الاجتهاد الجماعي والفقه المقارن هما الذين يمكن الوصل بهما إلى حلول شرعية لما تطرحه النوازل المعاصرة من أسئلة مختلفة.

ومن جانبه بين الدكتور محمد يسلم المجود الفائز هو الاخر بجائزة شنقيط للدراسات الإسلامية أن بحثة يهتم بمجال اللغة التي تعتبر أهم الأدوات المنهجية والضرورية لفهم القرآن الكريم، مبرزا أهمية تجديد المنهج لكونه المدخل الأساسي لفهم القرآن الكريم، مشيرا إلى أن البحث يعتبر دراسة للغة القرآن من خلال مناهج مختلفة.

أما الدكتور محمد فال ولد الشيخ أحد الفائزين بجائزة شنقيط للآداب والفنون، فبين أن بحثه يعالج إشكاليتي اللغة والتعليم من خلال جزئيتي السياسة اللغوية والسياسة التربوية، مطالبا بالعناية بالتعليم عن طريق الاستثمار فيه وزيادة مخصصاته المادية لكونه يعتبر حجر الزاوية لبناء الأمم، كما أكد على ضرورة مواصلة الرفع من المستوى المادي والمعنوي للمدرس والعمل على فك الارتباط بين التعليم والسياسة.

ومن جانبه بين الدكتور محمد ولد موسى أحد الفائزين بجائزة شنقيط للعلوم والتقنيات، أن البحث عبارة عن دراسة طرق الاستفادة من الطاقة الهوائية في مجال دعم الطاقة الكهربائية عن طريق اجراء اختبارات على طاحونة هوائية ، والبحث عن أفضل السبل لانتاج الهيدروجين الأخضر من خلال تحلية مياه المحيط ومزحها بالكهرباء.

أما السيد أبياه ولد اميسة، الفائز هو الآخر بجائزة شنقيط للعلوم والتقنيات فبين أن بحثه عبارة عن خلاصة لجملة من البحوث التي أعدها في إطار برنامج المعهد الموريتاني للبحث العلمي بهدف تقييم المخزونات السمية ووصف عينات من هذه الثروة السمكية والتطرق لمحمية حوض آركين وإعداد مقاربة عليمة تستخدم نماذج الرياضيات سعيا إلى تسيير مستدام لهذه الثروات الهامة.

وعبر الفائزون جملة عن جزيل شكرهم وامتنناهم لفخامة رئيس الجمهورية على هذا التكريم الهام، منوهين بالعناية البالغة والاهتمام الذين حظو بهما في سبيل إنجاز هذه الأعمال التي ستساهم في تطوير البحث العلمي والرفع من مستواه.